سيدة أجنبية تقرر قيادة مسافة 3215 كم في السعودية بمفردها

أجنبية تقرر استكشاف السعودية بمفردها في سيارة

قامت مراسة احدي الصحف الغربية واسمها أليس موريسونبتجربة قيادة بمفردها في المملكة العربية السعودية. وقالت في مقال كتبته حول هذه التجربة : بدأ افتتاني بالجزيرة العربية عندما أعطاني والدي كتاب الرمال العربية الذي يتحدث عن عبور ويلفريد ثيسيجر البطولي للربع الخالي. وواصلت دراسة اللغة العربية والسفر في جميع أنحاء المنطقة، لكن السعودية كانت دائمًا في حال انغلاق. ولكن الآن، يمكنك الحصول على تأشيرة سياحية عبر الإنترنت في غضون دقائق، وحصلت النساء على حق القيادة في عام 2018. 

غربية تقطع مسافة 3215 كم في السعودية بمفردها

وقالت أنها استخدمت سيارة مستأجرة في السعودية في رحلتها وقالت أنها غادرت الرياض في الساعة 6.30 صباحًا يوم الجمعة في رحلة ذهابًا وإيابًا بطول 3215 كيلومترًا. وكان هدفي الكبير الأول هو جدة بمدينتها القديمة التاريخية ومجتمعها العالمي. كان ذلك في منتصف شهر مايو وكانت درجة الحرارة في الخارج 40 درجة مئوية، لكن تكييف الهواء في السعودية كان رائعًا. كنت بحاجة إلى الراحة لأنني قضيت أيامًا طويلة في القيادة.

الرمال على جانبي الطرق السعودية والجمال من المخاطر التي يتعرض لها السائقون

كان الخطر الأول الذي واجهته هو الرمال. لقد انجرفت عبر الطريق وتأرجحت عجلة القيادة من جانب إلى آخر. ثم جاءت معابر الجمال. وفجأة، ظهر جمل ضخم في طريقي. أعتقد أن التوقف على الطريق السريع، مثل زيارة السوبر ماركت، يمنحك نظرة فورية على أي بلد. نصف خزان بنزين بسعر 12 جنيهًا إسترلينيًا فقط، وتقع مراحيض النساء في مسجد السيدات بمنطقة الوضوء. كنت سعيدة لأنني كنت أرتدي العباءة والحجاب.

أجنبية تصل في رحلة منفردة للطائف

ولا يوجد أي شرط قانوني لارتداء الملابس الآن، وهو تغيير كبير في السعودية. ومع ذلك، يجب أن ترتدي ملابس محتشمة، بأكمام تصل إلى المرفق وتنورة أو سراويل أسفل الركبة. أنا أعيش في المغرب، لذا فأنا معتادة على قواعد اللباس المحتشمة وشعرت براحة شديدة في عباءتي وحجابي.  وبعد 10 ساعات على الطريق، وصلت إلى الطائف وسط عاصفة رعدية مصحوبة بعروض برق مثيرة. الطائف هو منتجع جبلي ساحر تأتي إليه العائلات السعودية في فصل الصيف وتشتهر بحدائق الورود وقردة البابون. كنت أيضًا متخوفة بعض الشيء بشأن رد فعل الناس على امرأة تسافر بمفردها. 

الدخول في مكة لغير المسلمين محظور

خارج الطائف، لاح في الأفق خطر جديد على القيادة. لا يُسمح لغير المسلمين بدخول مدينة مكة، أقدس مدينة في الإسلام وموقع الحج، الذي يجب على جميع المسلمين أداءه مرة واحدة في حياتهم إذا كانوا قادرين على ذلك. وجهتني خرائط جوجل إلى الأمام مباشرة، لكن هناك لافتة ضخمة مكتوب عليها على اليمين: "لغير المسلمين المتوجهين إلى..." ثم ثلاثة أسماء لمدن لم أتعرف عليها. كنت مرتبكة، وتمسكت بجوجل. لم يكن هناك مكان يمكنني التوقف فيه، لذلك قدت السيارة وتمنيت ألا أخالف أي قواعد. إن محاولة دخول مكة بشكل متعمد كغير مسلم يمكن أن تؤدي إلى غرامة مالية وترحيل. 

رحلة الوصول الي جدة

وبمجرد وصولي إلى جدة، وبعد يوم قصير مدته ثلاث ساعات على الطريق، انتهى بي الأمر بعيدًا تمامًا عن المسار في منطقة ترابية حيث جلس رجال يرتدون أثوابًا بيضاء وأغطية رأس حمراء وبيضاء فوق شاحناتهم يراقبون غروب الشمس. وكان الاستقبال والترحيب الودي من موظفة الاستقبال في فندق شدا أمرًا مريحًا. تم تصميم الفندق وإدارته من قبل الأخوات السعوديات. طوال رحلتي، التقيت بنساء يعملن جنبًا إلى جنب مع الرجال، بدءًا من مكتب الهجرة في المطار وحتى أعلى المستويات في الجامعات. يتميز الديكور في جميع الأنحاء بلمسات عصرية على الطراز العربي التقليدي مثل تركيبات الإضاءة الرائعة والضخمة. شعرت وكأنها واحة من الهدوء.

زيارة وادي الديسة

غادرت أجواء جدة الهادئة واتجهت شمالًا. كانت مكافأتي هي أفضل مشهد في الرحلة. سهول ذهبية منبسطة، تتخللها أشجار السنط، ومحاطة بجبال حمراء عالية. كانت محطتي الليلية هي وادي الديسة، وهو جوهرة وجزء من محمية محمد بن سلمان الملكية، وهي واحة مليئة بأشجار الدفلى الوردية التي تقع في قمم الحجر الرملي. أمطرت قليلاً وسرت على الرمال الرطبة بين أشجار النخيل. قفزت ضفادع صغيرة من تحت قدمي. في المناظر الطبيعية الصحراوية، تكون رائحة الأرض الرطبة مميزة بشكل خاص. الرحلات البرية تمنحك الوقت للتفكير. السعوديه فاجأتني كان كل من التقيت بهم منفتحين وودودين. لقد قدت سيارتي عبر الصحاري، وعلى طول السواحل، وعبر الجبال والواحات، وكان هناك تنوع أكبر بكثير مما كنت أتخيله. وفي الثقافة أيضًا – من مأكولات الشوارع في جدة إلى المنحوتات الصخرية في وادي الديسة.

سهولة القيادة بشكل منفرد في السعودية للسيدات

ومع ذلك، فقد فوجئت بمدى سهولة القيادة بمفردي والقيام بالاستكشاف الخاص بي. لم أجد أي عوائق أثناء السفر بمفردي ولم أشعر بعدم الارتياح - باستثناء تشنج الساقين بعد 10 ساعات من القيادة. لقد شعرت بروح التغيير والتطور في البلاد، وكانت النساء اللواتي التقيت بهن مثل سارة ومديرة فندق إنتركونتيننتال يشعرن بالفخر بوطنهن. حتى بعد قطع مسافة 3215 كيلومترًا، أشعر أن هناك الكثير لاكتشافه وتعلمه